مفاهيم مقدسية

مفاهيم مقدسية

المسجد في الإسلام

إن المسجد بمفهومه اللغوي يعرف بـ موضع السجود أي مكان للتعبد والعبادة، حيث ورد في حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ” وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً “

هذا الكلام ليس عن أي موضع للصلاة وإنما الموضع المبني المُخصص للصلوات والذي تُقام فيه الصلوات الخمس. ومفهوم المسجد في الإسلام مشروطٌ بثلاث أسس هي:

  1. الأرض
  2. الحدود
  3. القِبلة.

وتوافر هذه الأسس تجعل من البناء مسجدًا.

المسجد الاقصى المبارك

هو كامل المساحة المسورة الواقعة داخل البلدة القديمة بالقدس وشكله رباعي غير منتظم (شبه مستطيل) ويحتوي على أكثر من 200 معلم تاريخي أثري كالمصليات والقباب والمدارس والمصاطب والمحاريب.
أما عن أهم المعالم الموجودة في المسجد الأٌقصى فهي:

-قبة الصخرة المشرفة:
هي المبنى الثماني ذو القبة الذهبيــة، وتقع في موقع القلب بالضبط بالنسبة إلى المسجد الأقصى
سُمــيت بهذا الاسم نسبةً للصخرة المشرفة التي تقع داخل المبنى
وتُعتبر حالياً مصلى النساء في المسجد الأقصى المبارك.

-الجامع القِبليْ:
وهو الذي يطلق عليه معظم الناس في هذه الأيام المسجد الأقصى المبارك
ويسمى بهذا الاسم لأنه يقع في الناحية الجنوبية من المسجد الأقصى المبارك
ويعتبر المصلى الرئيسي للرجال في المسجد الأقصى المبارك ومكان صلاة الإمام.

-المصلى المرواني:-
الواقع تحت أرضية المسجد الاقصى المبارك في الجهة الجنوبية الشرقية.
وبُني في الأساس ليكون أساساً لتسوية الأرض
وهو المكان الذي حوله الصليبيون إلى إسطبل الخيول ..

-مغارة الأرواح: وهي تجويف صخري طبيعي بداخل الصخرة المشرفة، ولذلك اعتقد الناس بأن الصخرة طائرة وفي الحقيقة هي ليست كذلك.

أسماء المسجد الأقصى

للمسجد الأقصى المبارك ثلاثة أسماء عُرف بها قديمًا وما زالت إلى الآن منتشرة بين الناس، وهي:
١. المسجد الأقصى:
أطلقت هذه التسمية على المسجد لأول مرة لمّا وردت في القرآن الكريم في أول آية من سورة الإسراء حيث يقول تعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لِنُرِيَهُ من آياتنا إنّه هو السميع البصير).
٢. بيت المقدِس:
وقد ورد هذا الاسم في الأحاديث النبوية الشريفة كحديث الإسراء (أُسرِيَ بي الليلة …) وحديث (لمّا فرغ سليمان من بناء المسجد …).
٣. البيت المقدّس:
وهذا وصفٌ “أدبي” حيث ورد في الشعر كالبيت القائل للإمام العسقلاني:
“إلى البيت المقدّس جئت أرجو جنان الخلد نُزلًا من كريمِ
قطعنا في محبّته عِقابًا وما بعد العِقاب سوى النعيمِ.”

موقع المسجد الأقصى ومساحته

يقع المسجد الأقصى على هضبة من هضاب القدس تسمى بهضبة (موريا) وتعني المُختار، وموقعه تحديدًا في الزاوية الجنوبية الشرقية من مدينة القدس المُسوّرة (البلدة القديمة)، ويُشكّل المسجد سُدس مساحة البلدة القديمة ومساحته 144 دونماً، و تنحدر المنطقة الوسطى والشمالية للمسجد، ثم ترتفع تدريجيًا باتجاه منطقة الساهرة خارج المسجد والبلدة القديمة.ويتسع لما يقارب 150 ألف مصلٍ كحد أعلى في حالات الزحام الشديد.

اتجاه بناء المسجد الأٌقصى

يتجه المسجد الأقصى بنحوٍ طبيعيّ إلى مكة المكرمة، فينحرف اتجاهه بزاوية بسيطة جدًا مقدرة بـ15 درجة.

المدة التي صلى فيها المسلمون تجاه المسجد الأقصى

لقد كان المسجد الأقصى المبارك قبلة المسلمين ورسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة نحو ما يقارب  14 سنة ونصف، فالمسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى وهذا دليل على عظمتها في قلوب المسلمين.

علاقة المسجد الأقصى بالكعبة

1.بناء المسجدين:
إن الرابط الأول الفريد في نوعه بين المسجدين كان في قصة بنائهما؛ فَوَرد في الحديث النبوي الشريف:((حدثني عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا إبراهيم التيمي عن أبي ذَر رضي الله عنه قال: (قلت يا رسول الله: أي مسجد وضع أول، قال المسجد الحرام، قلت ثم أي؟ قال ثم المسجد الاقصى، قلت كم كان بينهما، قال أربعون؛ ثم قال حيثما أدركتك الصلاة فصلَّ والأرض لك مسجد ..)
هذا الحديث يُعد من أهم مفاتيح دراسة العلاقة بين المسجدين، ويفيد بأن العلاقة بين المسجدين بدأت منذ الأزل.

2.شكل البناء والطابع المعماري في الكعبة والأقصى:
أشارت الدراسات إلى أنّ مخططي الكعبة والأقصى متشابهان في البناء وتطابقهما يتمثّل بنسبٍ علمية وزوايا، رغم اختلاف الأبعاد والأطوال.
نلاحظ لو درسنا مخططيّ المسجد الأقصى والكعبة المشرفة المعماريين تطابق جميع الزوايا الهندسية المحصورة بين الأضلاع الخارجية في المسقط الأفقي ” لمنطقة ” المسجد الاقصى مع جميع الزوايا الهندسية للمخطط الهندسي للكعبة. وبناء على ذلك تنحرف الأضلاع المتقابلة في مخطط المسجد الأقصى بالمقدار نفسه الذي تنحرف فيه أضلاع المخطط الهندسي للكعبة.
إن هذا الاكتشاف يقدّم دليلًا على أن الذي بنى المسجدين واحد، بوحيٍ من الله تعالى.

3.رحلة الإسراء والمعراج :
إن رحلة الإسراء والمعراج من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى رحلة اختارها الله تعالى لتربط بين عقائد التوحيد، وتجمع كل الرسل بخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك جاءت لتربط بين الأماكن المقدسة الأعظم عند الله تعالى، والتي يجب على المسلمين الالتفات إليها لعظمتها ومعرفة الأجر العظيم جراء الاهتمام بها والمحافظة عليها والذهاب للتعبد في أرضها بل وسكنها أيضاً.

الصخرة المشرفة

هي صخرة طبيعية غير منتظمة الشكل تقع في قلب (في الوسط مائلة إلى اليسار قليلًا) المسجد الأقصى وهي أعلى نقطة في المسجد.
تتراوح أبعادها بين ١١ متراً و١٨ متراً ويبلغ ارتفاعها نحو المترين، وقد اشتُهر عن هذه الصخرة أحاديث موضوعة تقول أنها معلقة، أو أن الرياح اللواقح يخرجن من تحت الصخرة … إلى آخره من الأكاذيب، إنّ أيّ وصفٍ أطلق على الصخرة جاعلًا منها شيئًا مُعجَزًا هو مكذوب ومثال على ذلك ما يدّعى عن الثقب المخترق للصخرة أنه من إصبع جبريل عليه السلام فردٌّ على هذا الكلام ما ورد تاريخيًّا أن الثقب من عمل الصليبيين حيث حوّلوا الصخرة إلى مذبحٍ في عهدهم، فيذبحون عليها القرابين وغيرها للتقرّب من الله كما تورِد أساطيرهم، فقاموا بعمل الثقب حتى ينزل الدم إلى المغارة التي في جوف الصخرة، بالتالي يحافظون على نظافة المكان وصحّته.
قد يكون للصخرة تشريفٌ إن كان عرج منها الرسول – صلّى الله عليه وسلم- وهذا بما أنه ليس مؤكداً فإن تشريف الصخرة لا يتعدّى تشريف المسجد الأقصى بكامل أجزائه.

الأرض المباركة

إن الآية الكريمة التي وصف فيها الله عز وجل القدس بالأرض المباركة هي من أعظم ما قد توصف به عظمة المكان في قوله تعالى (الذي باركنا حوله) فإن بركته تصل إلى كلما حوله دون تحديد على أن المعظم يفسرها بأن البركة تصل إلى منطقة بلاد الشام بشكل عام.

الحج والعمرة من بيت المقدس

لبدء الحج من بيت المقدس مكانة كبيرة وتخصيص أجر لهذا الأمر كما جاء في الحديث النبوي الشريف:
روى أبو داوود عن أم المؤمنين أم سَلمة رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(من أهلَّ بحِجة أو عمرة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام غُفِر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، أو وجبت له الجنة).