تهويد القدس

تهويد القدس

المقدمة

نسمع كثيراً عن التهويد، وخصوصاً فيما يتعلق بالقدس، ونعني بتهويد القدس أنه مجموعة من الإجراءات والسياسات التي يقوم بها الاحتلال الصهيوني والجمعيات اليهودية، من أجل تغيير الطابع الحضاري والسكاني الإسلامي والعربي للمدينة وإضفاء الطابع اليهودي الغربي، بحيث تصبح مدينة القدس مدينة يهودية بالكامل، وتعمل على ٣ محاور: الإنسان، الأرض ما عليها وما تحتها، والمقدسات.

 

 

 

تهويد السكان

 

قام الاحتلال الصهيوني بالكثير من الإجراءات من أجل تفريغ مدينة القدس من أهلها، فعملت على قتل وطرد الكثير من أهل القدس منذ عام ١٩٤٨م، وأكملت في ذاك الطريق بأساليب متنوعة، فأصبحت تسحب هويات وإقامات المقدسيين، وتفرض قوانين وشروطًا كتلك التي اعتبرت سكان القدس مهاجرين، بالإضافة إلى فرض ضرائب باهظة بهدف إجبار المقدسيين على ترك محلاتهم ومدينتهم، وبالتالي يتم إخلاء المدينة من السكان.

 

تهويد المكان

 

منذ أن سيطر الاحتلال على كامل القدس عام ١٩٦٧م، بدأ بالإجراءات التهويدية لتهويد القدس مكانياً أي هدم البيوت ومنع البناء، وبدأ ذلك بهدم حي المغاربة الإسلامي الأثري وطرد سكانه، فكانت مجزرة حقيقية، حيث أن الاحتلال بنى على أنقاضه ساحة كبيرة أسموها (ساحة المبكى) حتى أن التسمية تهويدية أيضاً، لادعاء أن الحائط الغربي للمسجد الأقصى مرتبط بالثقافة اليهودية، وهناك سلسلة من هدم البيوت والعقارات ومنع إعطاء رخص البناء ومنع ترميم المنازل.

 

تهويد التعليم

 

عندما احتل الكيان الصهيوني فلسطين، وسيطر على مدينة القدس سنة ١٩٦٧م، بذل جهده في طمس وإخفاء الهوية العربية والإسلامية، أو حتى الثقافة الوطنية، وحرص على التخفيف من إيصال أي قيمة أخلاقية أو وطنية للطالب، وكانت الطريقة التي اتبعها الاحتلال هي إلغاء المنهاج العربي ووضع المنهاج الإسرائيلي مكانه ليدرس للطلاب في مدارس القدس وبهذا يكون قد فرض سيطرته على تعليم طلاب القدس وبالتالي يستطيع أن يفرض عليهم نمطاً محدداً من التغريب الثقافي.

 

 

 

إعلان القدس عاصمة موحدة لدولة الاحتلال

بعدما قامت دولة الاحتلال باحتلال الجزء الشرقي من القدس عام ١٩٦٧م وضمه إلى الجزء الغربي، أعلنت أن القدس عاصمة موحدة لها، وبالرغم من القرارات الدولية الرافضة لذلك حينها، فقد تجاهلت دولة الاحتلال ذلك وقابلته بمزيد من التطرف بإعلان القدس عاصمة أبدية لما يسمى بإسرائيل، وفي عام ٢٠١٧م أصدر الرئيس الأمريكي ترامب اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، وبناء على هذا القرار أصبحت الساحة تشهد تغيرات كثيرة.

 

تغيير معالم المدينة التاريخية

تعمل الحكومة الإسرائيلية والجمعيات الاستيطانية على تغيير الهوية العمرانية والمعمارية للمدينة، وذلك بهدم المنشآت العربية والإسلامية كما حدث في حي المغاربة، أو ما حدث مع حارة الشرف بما احتوته من مساجد ومدارس وزوايا وأسواق  وأجبروا سكانها على الخروج وأحلوا مكانهم سكاناً يهوداً وأسموها (حارة اليهود) وغير ذلك من المشاهد التهويدية.

تغيير أسماء الأماكن والشوارع والمباني

 

تقوم الحكومة الإسرائيلية بصورة دائمة بتغيير الأسماء العربية للمعالم والشوارع في القدس وتحويلها إلى أسماء عبرية، بهدف طمس وجود المسلمين وحضارتهم هناك، وتتم التسمية من خلال لجنة حكومية للأسماء بحيث تسمي وفق اعتبارات صهيونية سياسية أو تاريخية مزعومة أو توراتية محرفة، وبناء عليها يتم إصدار الأدلة السياحية والخرائط.

 

تهويد المسجد الأقصى

رغم ما يتمتع به المسجد الأقصى من قداسة ومكانة دينية إلا أنه لم يسلم بل كان وجهة الهجوم الأولى، حيث تعرض لمحاولات حرق وتفجير للمسجد الأقصى، بالإضافة إلى سيطرتهم على أجزاء منه وتحويلها لصالحهم، مثل القبة الجنبلاطية التي تم تحويلها إلى مركز لشرطة الاحتلال، وتعد الحفريات من أخطر ما يعاني منه المسجد الأقصى ومدينة القدس بصورة عامة، هذا بالإضافة إلى خطر الاقتحامات، والتقسيم الزماني والمكاني للمسجد.

حظر الأذان في الأقصى ومساجد القدس

هو قانون جديد قدمه اليمين المتطرف من أجل حظر الأذان خلال ساعات الليل سواء أكان ذلك في الأقصى أو في مساجد القدس والبلدات الفلسطينية داخل الخط الأخضر، وتمت المصادقة عليه عام ٢٠١٧م، وكان ذلك بحجة أن صوت الأذان يزعج الإسرائيليين، وبهذا منع الأذان ما بين الساعة ١١ ليلاً والساعة ٧ صباحاً أي أذان الفجر تحديداً، وهذا يمثل محاربة واضحة للوجود الإسلامي للأقصى والقدس.