الأعياد اليهودية

الأعياد اليهودية

المقدمة

إن الذي يتتبع الأعياد العبرية ويتمعن في دراستها يجد أن الطابع الغالب عليها هو الحزن بعيداً عن البهجة والسرور كما هو الحال في سائر الأعياد، كما أن لكل عيد منها قصة خاصة به ومختلفة عن باقي الأعياد اليهودية، وتتميز هذه الأعياد بالذهاب إلى الكنائس وتأدية صلوات وعبادات لساعات طويلة.

أقسام الأعياد اليهودية

تقسم الأعياد اليهودية أو العبرية إلى قسمين:

-أعياد مذكورة في التوراة:
وهي عيد الفصح، وعيد الأسابيع أو الشافوعوت، وعيد المظلة أو السوكوت، وعيد يوم الغفران أو يوم كيبور، وعيد رأس السنة اليهودية أو روش هاشاناه.

-أعياد أضيفت فيما بعد نزول التوراة، وتشمل:
عيد البوريم، وعيد الأنوار (الحانوكاه)، عيد الاستقلال، يوم التاسع من آب الذي يصوم فيه اليهود حداداً على سقوط أورشليم و تخريب الهيكل كما يزعمون، عيد الأشجار حيث يحتفلون بغرس أشجار جديدة.

اليهود وإقامة الشعائر الدينية في الأعياد

ينقسم اليهود فيما يتعلق بالالتزام بممارسة الطقوس والشعائر الدينية إلى فئتين:

-اليهود الأرثوذكس:
وهي فئة محافظة ومتمسكة بتطبيق تقاليد الأعياد بحرفيتها،ويحصل هؤلاء على اهتمام خاص من الكيان الصهيوني.

-اليهود العلمانيون:
هؤلاء يهود يحاولون بذل جهدهم لإعادة تفسير المحتوى التقليدي للطقوس الخاصة بالأعياد وصبها في شكل جديد مع المحافظة على المعنى الروحي لها.

عيد رأس السنة (روش هاشاناه)

يتم الاحتفال بهذا العيد في أول وثاني يوم  من شهر أيلول( تشرين الأول)، وبالرغم من عدم امتلاك هذا اليوم ذكرى تاريخية معينة إلا أنه يحمل دلالة دينية وقدسية خاصة، حيث ذكر أن هذا اليوم هو الذي بدأ فيه الله خلق العالم ولذلك هو أيضاً يوم الحساب السنوي الذي تمر فيه المخلوقات جميعها أمام الله كقطيع الغنم كما يعتقدون، وبناء على ذلك فإن على اليهودي محاسبة نفسه في هذا اليوم عن كل الذنوب التي اقترفها خلال العام.

يحيي اليهود في هذا اليوم بعضهم بقولهم: “فليكتب اسمك هذا العام في سجل الحياة السعيدة”.
ومن التقاليد اليهودية في هذا العيد، أن تجهز أطباق من الأكل ذات دلالة معينة كالخبز والتفاح المغموس في العسل الذي يؤكل مع تلاوة صلوات تعبر عن الأمل في سنة حلوة قادمة، أما في اليوم التالي فعلى اليهودي أن يأكل فاكهة لم يسبق له أن قد تناولها طيلة الموسم الماضي.

عيد يوم الغفران (يوم كيبور)

يعد يوم كيبور، من أهم الأعياد اليهودية على الإطلاق، ولتلك القداسة الكبيرة التي يحتلها يطلق عليه سبت الأسبات، وكان كبير الكهنة قديماً عند ذهابه إلى قدس الأقداس يتفوه باسم الخالق (يهوفا) الذي يحرم نطق اسمه تماماً عدا في ذلك اليوم، وكل ذلك حسب معتقداتهم.

يبدأ الاحتفال بهذا العيد قبل غروب شمس اليوم التاسع تشرين الأول/ أكتوبر، ويستمر إلى ما بعد غروب اليوم التالي،يصوم اليهود خلالها ليلاً ونهاراً، ولا يقومون بعمل آخر سوى التعبد.

أما صلوات هذا العيد هي أطول صلوات اليهود عموماً، حيث تبدأ المراسيم في المعبد بتلاوة صلاة كل النذور، ويختتم الاحتفال في اليوم التالي بـ النعيلاه التي تعلن أن السماوات قد أغلقت أبوابها، ثم ينفخ في البوق (الشوفار) بعد ذلك.

عيد المظلة أو العُرُش (السوكوت)

يسمى بالعبرية (حاج سوكوت)، ويبدأ في الخامس من شهر أكتوبر و يستمر مدة 7 أيام، وتتم إقامة هذا العيد بسبب المناسبة التاريخية التي يحيون فيها ذكرى خيمة السعف التي آوت بني يسرائيل في العراء بعد الهجرة فهي تذكرهم بأيام التيه.

ويتبع اليهود في هذا اليوم تقليداً؛ وهو أن يقيموا في أكواخ مصنوعة من أغصان الشجر في الخلاء تدعى (سوكاه) ويصلون من أجل سقوط الأمطار بعد الصيف الجاف، أما حالياً فهم يكتفون بإقامة مظلة صغيرة ينصبونها في إحدى شرفات المنزل.

يعد اليوم الأول لهذا العيد (اليوم الثاني عند يهود الدياسبورا) يوماً مقدساً يحرم فيه العمل، أما اليوم الثامن (التاسع عند الديسابورا) فهو عيد شمعوني عسري، أي الثامن الختامي؛ لأنه يختم الأعياد الكثيرة الواقعة في شهر تشرين، وهو الشهر الأول من السنة اليهودية.

عيد الأنوار (الحانوكاه)

يستمر ثمانية أيام من الخامس والعشرين من كسلو (الذي يقابل شهر كانون الأول) والعيد بحكم توقيته فإنه يمكن اليهود -وبالذات الأطفال- من الاحتفال بعيد يهودي في نفس الفترة التي يحتفل فيها المسيحيون بعيد الميلاد إذا صادف نفس التاريخ.

وفي إسرائيل يحتفل في العيد على أنه عيد ديني قومي، فتوقد الشموع، في الميادين العامة وتنظم مواكب من حملة المشاعل، وأثناء الاحتفال يصعد آلاف الشبان إلى قلعة ماساداه.

عيد البوريم أو المساخر

عيد البوريم بالعبرية مشتق من كلمة (بور) أو (نور) الفارسية وتعني (قرعة) ويحتفل به في الرابع عشر من آذار وهو اليوم الذي أنقذت فيه استير يهود فارس من المؤامرة التي دبرت لذبحهم.

ويحتفل اليهود بهذا العيد بأن يسرفوا في الشراب، ولذا سماه العرب (عيد المسخرة) أو (عيد الساخر)، أما في إسرائيل فيطلق عليه حرفياً (عيد حتى لا تميز شيئاً).

ومن مظاهر الاحتفال فيه تلاوة قصة استير في الإذاعة، ويسمي العلمانيون في إسرائيل هذا العيد (بكرنفال بوريم) فيتنكرون ويتقمصون شخصيات أخرى.

عيد الفصح أو الفسح (بيساح)

بالعبرية (بيساح) وهو عيد خبز الفطير وموسم الحج والعيد الذي يضحى فيه بحمل أو شاة أو جدي الماعز، ويسمى أيضاً (عيد الفسح) أي الفرج بعد الضيق، وكلمة الفسح هي كلمة عبرية وتعني (العبور أو المرور أو التخطي) من هنا.

ويحتفل بهذا العيد لذكرى نجاة بني إسرائيل من العبودية في مصر ورحيلهم عنها، كما يحتفل في الوقت ذاته بمجيء الربيع وهكذا نجد أن ميلاد الشعب بالخروج من مصر وميلاد الطبيعة والكون شيئان متداخلان في الطقوس اليهودية.

ويتداول اليهود كتباً يطلق عليها اسم (الآغاداه) تحتوي على الطقوس الخاصة بهذا العيد.

يبدأ هذا العيد في الخامس عشر من شهر نيسان و يستمر سبعة أيام في إسرائيل، وثمانية أيام عند اليهود المقيمين خارج فلسطين، ويحرم العمل في اليومين الأول والأخير لأنهما يعتبران يومين مقدسين.