بيت المقدس في القرآن والحديث

بيت المقدس في القرآن والحديث

القبلة الأولى

مدة التوجه إلى بيت المقدس
منذ أن بُعث الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو يتجه إلى بيت المقدس، واستمر ذلك طيلة فترة مكوثه في مكة، وكان يجمع بين القبلتين، الكعبة المشرفة وبيت المقدس، فيصلي بين الركنين في الجنوب متجها نحو الشمال.
و يذكر في ذلك، أخبرنا أبو زرعة عبيد الله بن محمد اللفتواني بقراءتي عليه بأصبهان، قلت له: أخبركم أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال قراءة عليه. أنبأ أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي، أنبأ جعفر بن عبد الله، أنبأ أبو بكر محمد بن هارون الروياني، ثنا محمد بن بشار وثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب قال:صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس ستة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا – سفيان شك- ثم صرفنا إلى القبلة.رواه البخاري ومسلم جميعًا، عن أبي موسى محمد بن المثنى، عن يحيى بن سعيد.
تحويل القبلة
بعد الهجرة إلى المدينة، تعذر على الرسول عليه الصلاة والسلام الجمع بين القبلتين، فأمر بالتوجه إلى بيت المقدس، واستمر بذلك إلى أن نزل الأمر الإلهي بالتوجه إلى الكعبة المشرفة في السنة الثانية من الهجرة، حيث قال تعالى: “قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ” (البقرة،144).وكانت أول صلاة صلاها نحو المسجد الحرام، هي صلاة العصر.
ارتباط المسجدين
إن جمع الرسول صلى الله عليه وسلم بين المسجدين في قبلته، وارتباط المسجدين في هذا الشأن، يدل على ارتباطهما العميق وقدسيتهما وفضلهما العظيم.

ثاني مسجد وضع في الأرض

أخبرنا أبو مسلم المؤيد بن عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن محمد بن الأخوة بأصبهان، أن زاهر بن طاهر الشحامي أخبرهم قراءة عليه، أنبأ أبو الحسن أحمد بن عبد الرحيم في آخرين قالوا: أنبأ أبو الحسين الخفاف، أنبأ أبو العباس السراج، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأ عيسى بن يونس، ثنا الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر قال: قلت يا رسول الله، أي مسجدٍ وضع في الأرض أولًا؟ قال: المسجد الحرام. فقلت: يا رسول الله، ثم أي؟ قال : ثم المسجد الأقصى. قلت: كم كان بينهما؟ قال: أربعون سنة. ثم حيثما أدركتك الصلاة فصل فهو لك مسجد.
رواه البخاري في صحيحه عن موسى بن إسماعيل، وأخرجه مسلم في صحيحه عن أبي كامل الفضيل بن الحسين كلاهما عن عبد الواحد بن زياد، عن سليمان بن مهران الأعمش.
العلاقة بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى
يشير الحديث السابق أن العلاقة بين المسجد الأقصى والمسجد الحرام، وجدت منذ بداية الحياة، فهما أول ما بني من المساجد على الأرض، أما عن فترة أربعين عامًا فهي تمثل فترة قصيرة بتاريخ الشعوب والحياة، مما يشير إلى أن الباني قد يكون واحد ويرجح أن يكون سيدنا آدم عليه السلام، بوحي من الله عز وجل.

ثالث مسجد تشد إليه الرحال

أخبرنا أبو طاهر المبارك بن أبي المعالي يعرف بابن المعطوش بقراءتي عليه ببغداد، قلت له أخبركم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد قراءة عليه قال: أنا الحسن بن علي، أنبأ أحمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، ثنا سفيان، عن الزهري، عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم:تشد الرحال إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي والمسجد الأقصى. قال سفيان: ولا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد سواء.

فضل الصلاة فيه

حديث شريف
أخبرنا أبو المجد زاهر بن أحمد بن حامد الثقفي بأصبهان، أن أبا عبد الله الحسين بن عبد الملك الأديب أخبرهم قراءة عليه، أنبأ إبراهيم بن منصور سبط بحرويه، أنبأ أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي، أنبأ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى، ثنا عمرو بن الحصين، ثنا يحيى بن العلاء، ثنا ثور بن يزيد، عن زيادة بن أبي سودة، عن أبي أمامة قال قالت ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم:يا رسول الله، أفتنا في بيت المقدس، فقال: أرض المنشر والمحشر، إيتوه فصلوا فيه، فإن الصلاة فيه فيه كألف صلاة فيما سواه، قالت: يا رسول الله، أرأيت من لم يطق محملًا إليه،، قال : فليهد إليه زيتًا يُسرج فيه، فإن من أهدى إليه شيئًا كان كمن صلى فيه.
ما ينبغي أثناء زيارة الأقصى
يُكره لمن يزور بيت المقدس أن يتمسح بأحد أبنيته، أو يطوف حوله، فهو من البدع التي لا تجوز.
لا يوجد مكان يقصد للعبادة في القدس غير المسجد الأقصى، أما التوجه لقبور الصالحين والصحابة بقصد العبادة فلا يصح، فزيارة قبورهم تكون بقصد الترحم عليهم و ليس العبادة.
هل تضاعف النوافل فيه؟
اختلف الفقهاء في ذلك لما يأتي:1. ذهب الشافعية والحنابلة و أبو المطرف من المالكية: إلى أن ذلك يشمل الفرض والنفل، والحجة لهذا: عموم قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث عن الصلاة إذ لم يحدد كانت فرض أم نافلة.
2. ذهب الحنفية والمالكية في المشهور عندهم: إلى أن الصلاة التي تضاعف هي المفروضة فقط

 

الطائفة المنصورة

روى أحمد في مسنده عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم، ولا ما أصابهم من لأواء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك” قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: “في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس

بيت المقدس في آخر الزمان

بيت المقدس و الدجال
أخبرنا محمد بن أحمد بن نصر بأصبهان، أن فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية أخبرتهم قراءة عليها، أنبأ محمد بن عبد الله بن ريدخ، أنبأ سليمان بن أحمد، ثنا جعفر بن أحمد الشامي، ثنا أبو كريب وثنا فردوس الأشعري، عن مسعود بن سليمان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو، عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: “في الدجال ما شبه عليكم منه، فإن الله عز وجل ليس بأعور، يخرج فيكون في الأرض أربعين صباحًا، يرد منها كل منهل إلا الكعبة وبيت المقدس والمدينة، الشهر كالجمعة والجمعة كاليوم، ومعه جنة ونار، فناره جنة، وجنته نار، معه جبل من خبز ونهر من ماء، يدعو برجل -لا يسلطه الله إلا عليه- فيقول: ما تقول فيه؟ فيقول: أنت عدو الله، وأنت الدّجال الكذاب، فيدعو بمنشار فيضعه حذو رأسه فيشقه حتى يقع بالأرض، ثم يحييه فيقول له:ما تقول فيه؟ فيقول: والله ما كنت أشد بصيرة مني فيك الآن، أنت عدو الله الدجال الكاذب الذي أخبرنا عنك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فيهوي إليه بسيفه فلا يستطيعه فيقول: أخروه عني

أرض المحشر والمنشر

أخبرنا أبو المجد زاهر بن أحمد بن حامد الثقفي بأصبهان، أن أبا عبد الله الحسين بن عبد الملك الأديب أخبرهم قراءة عليه، أنبأ إبراهيم بن منصور سبط بحرويه، أنبأ أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي، أنبأ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى، ثنا عمرو بن الحصين، ثنا يحيى بن العلاء، ثنا ثور بن يزيد، عن زيادة بن أبي سودة، عن أبي أمامة قال:قالت ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم:يا رسول الله، أفتنا في بيت المقدس، فقال :أرض المنشر والمحشر، إيتوه فصلوا فيه، فإن الصلاة فيه فيه كألف صلاة فيما سواه، قالت: يا رسول الله، أرأيت من لم يطق محملًا إليه،، قال: فليهد إليه زيتًا يُسرج فيه، فإن من أهدى إليه شيئًا كان كمن صلى فيه.

المهدي ينزل ببيت المقدس

أخبرنا محمد بن أحمد بن نصر بن أبي الفتح الأصبهاني بها،أن أبا علي الحسن بن أحمد بن الحداد أخبرهم وهو حاصر، أنبأ أبو النعيم أحمد بن عبد الله، أنبأ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا أحمد وهو ابن عبد الرحمن الحراني، ثنا أبو جعفر هو النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن أبي الواصل، عن أبي الصديق الناجي، عن الحسن بن يزيد السعدي أحد بني بهدلة، عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:” يخرج رجل من أمتي يقول بسنتي، ينزل الله له القطر من السماء، يخرج له الأرض من بركتها، تمتلئ الأرض منه قسطًا وعدلًا، كما ملئت جورًا وظلمًا، يعمل على هذه الأمة سبع سنين وينزل بيت المقدس”.

فضل الإهلال به في الحج والعمرة

يستحب الإحرام للحج والعمرة من بيت المقدس أو من ساحة المسجد الأقصى المبارك، وقد وردت أحاديث نبوية شريفة باستحباب ذلك، والحض عليه: فعن أم سلمة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “من أهل بحج أو عمرة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، أو وهبت له الجنة”. ولهذا حرص عدد من الصحابة والتابعين على الإهلال من بيت المقدس، منهم ابن عمر – رضي الله عنهما– حيث صح أنه أحرم من بيت المقدس، معاذ بن جبل، وكعب الخير، وعبد الله بن أبي عمار. حيث أحرموا من بيت المقدس بعمرة.

الرباط فيه

فضل الرباط في بيت المقدس

من آثار بركة بيت المقدس أن المقيم فيها يعتبر مجاهدًا في سبيل الله ومرابطا، وذلك لأن هذه الأرض معرضة دائمًا للغزو، لمكانتها وشرفها. روى الطبراني عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :”أهل الشام وأزواجهم وذرياتهم وعبيدهم وإماؤهم إلى منتهى الجزيرة مرابطون في سبيل الله، فمن احتل منها مدينة من المدائن فهو في رباط، ومن احتل منها ثغرًا من الثغور فهو في جهاد”.
وجوب وجود نية الرباط
لا يعتبر كل مقيم في ارض الشام عامة، وبيت المقدس خاصة، في رباط إلا إذا تحقق شرط النية وكان محتسبًا ذلك في سبيل الله عز وجل لقوله صلى الله عليه وسلم : “إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى….”إلى نهاية الحديث.

الإسراء والمعراج

واقعة الإسراء والمعراج
قال تعالى: “سبحان الذي أسرى بعبده ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير” (الإسراء،1).هي حادثة فريدة من نوعها ومعجزة أكرم الله عز وجل بها نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام في وقت اشتد أذى مشركي قريش له، حيث أسرى به من مكة إلى المسجد الأقصى ومن ثم عرج به من الصخرة في الأقصى إلى السماوات العلا.
الصلاة بالأنبياء
وقد صلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بجميع الأنبياء في الأقصى وبذلك يكون المسجد الأقصى هو المكان الوحيد الذي اجتمع في جميع الأنبياء، و في ذلك دلالة على تسليم راية الدعوة إلى دين الله عز وجل لأمة الإسلام.
ربط المسجد الأقصى بالمسجد الحرام
لقد ربطت حادثة الإسراء والمعراج المسجد الحرام والمسجد الأقصى معًا، بإسراء النبي عليه الصلاة والسلام بجسده وروحه إليه.