تاريخ القدس في العهد الأموي

تاريخ القدس في العهد الأموي

المقدمة

تولى الأمويون الخلافة بعد انتهاء عهد صحابة رضي الله عنهم، وكان هذا بعد أكثر من 20 سنة من الفتح العمري للمدينة، كما وازدهرت المدينة في عهدهم وتميزت بانتشار العلم والثقافة وتم بناء حضارة مذهلة.

فترة العهد الأموي

استمرت فترة العهد الأموي من عام (40 إلى 132)هـ، وبدأت هذه الفترة منذ بناء المسجد الأقصى تحت إشراف الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، لكنه توفّي قبل إنهاء هذه المَهمّة، واستلمها من بعده ابنه الوليد وقام بإكمال مهمة والده.

العهد الأموي

من بعد وفاة الوليد بن عبد الملك تولى أخوه سليمان بن عبد الملك الخلافة، وشرع ببناء المدن وازدهارها وارتفعت المباني والحضارة بشكل مختلف ورائع، وجعل للقدس مكانة عظيمة بنظر المسلمين والعالم أجمع.

ترميم الأقصى

في عام ( ١٢٩هـ/ ٧٤٧م ) في هذا العام أصاب المسجد الأقصى زلزالٌ أضعف المسجد الأقصى ومعالمه، فقام المسلمون بترميم ما أصابه من أضرار ولكنه كان ترميمًا بسيطًا مؤقتًا.

عبد الملك بن مروان وبناء قبة الصخرة

عُرف عن عبد الملك بن مروان غيرته الشديدة على مسألة العروبة والإسلام ، فكان من إنجازاته تعريب الدواوين وسك النقود، وذُكر أنه أمر بالبدء بتشييد مجمع عظيم البناء في المسجد الأقصى وبنائه بحيث يظهر قدسية المسجد الأقصى وتبيانًا لعظمته وأهميته.  

وبلغ عبد الملك بن مروان في ذلك الوقت افتتان الناس بضخامة قبة كنيسة القيامة وعظمة بنائها وارتفاعها، فقام بجمع عماله وأعلن عن نيته لتشييد قبة أعظم و أجمل تُبرز قوة الإسلام و عظمته، ونجح في ذلك.

سبب بناء القبة فوق الصخرة

يتبين من خلال دراسة الآثار أن عبد الملك بن مروان بنى القبة فوق الصخرة لعدة أسباب، أهمها:

– تكريمًا وتعظيمًا لمكانة الصخرة المشرفة.

– و أراد أن تكون هذه قبة المسجد كله، حيث كان صعبًا على الدولة الأموية أن تقوم بتغطية كامل مساحة المسجد الأقصى؛ لكبر حجمه.

مميزات قبة الصخرة بالعهد الأموي

بناء قبة الصخرة في العهد الأموي يتميز كثيرًا عن الفترات الأخرى، ومن هذه المميزات:
– تم بناء قبة الصخرة مثمنة الأضلاع، وقد بُنيت على ثمانية مداميك “أعمدة كبيرة”.
– تم البناء في الجانب الغربي منها ثلاثة محاريب متجاورة، تذكيرًا بالأماكن الثلاثة المقدسة في الإسلام (مكة والمدينة والقدس).
– احتوى الجانب الشمالي من القبة على سبعة محاريب وترمز للسماوات السبع.
– إن الداخل إلى قبة الصخرة المشرفة يلاحظ أن خمسة أعمدة تظهر أمامه، والتي ترمز للصلوات الخمس.
– الزخرفة الفُسيفسائية الأموية الإسلامية التي اشتهرت بها قبة الصخرة المشرفة، وتم تشكيل هذه الزخارف على أشكال الثمار التي ذكرت في القرآن الكريم.
– قاموا ببناء أربعة أعمدة حول الصخرة التي تذكر وترمز للفصول الأربعة، وبين هذه الأعمدة الكبيرة أعمدة صغيرة رخامية ملونة عددها 12 عمودًا ترمز لعدد أشهر السنة.

الخلاف على باني القبة

من المهم أن نعرف أن هناك من خالف الإجماع المعروف عالميًا وإسلاميًا على أن باني القبة هو عبد الله بن الملك، حيث أن بعض المؤرخين والباحثين القلائل قالوا أن الباني هو الوليد بن عبد الملك، وهذا الأمر غير دقيق على الإطلاق.

الوليد بن عبد الملك والجامع لقبلي

عندما تم الانتهاء من بناء قبة الصخرة، تم الاستعداد لبناء الجامع القِبلي، وكانت بداية ذلك بناء التسوية الجنوبية الممتدة من الشرق إلى الغرب، وهي عدة أقسام أهمها:
– الجزء الشرقي: وهو ما يسمى حاليًا باسم ( المصلى المرواني ) الذي بني بالأصل ليكون تسوية ليبنى فوقه الجامع القبلي.
– التسوية الجنوبية الغربية: فقد تحولت إلى آبار لحفظ المياه.
ويذكر أن عبد الملك بن مروان توفي أثناء بناء الجامع القبلي، وقام ابنه الوليد باكماله

القصور الأموية

تم بناء القصور الأموية التي تمتد في المنطقة الجنوبية خارج المسجد الأقصى المبارك، تزامنًا مع بناء الجامع القبلي حيث تميزت بموقع استراتيجي وشكلها المميز.

معلومات ذات صلة