تاريخ القدس قبل الإسلام

تاريخ القدس قبل الإسلام

المقدمة

توالى على أرض بيت المقدس أحداث وصراعات عدة في تاريخها قبل مجيء الإسلام، ودخلها أنبياء كثر بهدف نشر التوحيد فيها وإصلاحها بدءاً من آدم عليه السلام حتى عيسى عليه السلام، ولكن، من يكون باني المسجد الأقصى؟ وما حال مدينة القدس حتى بعثة النبي محمد –صلى الله عليه وسلم-؟

الباني الأول

خلق الله آدم عليه السلام وأمره بالبناء التأسيسي للمسجد الأقصى فكان ذلك بناء لحدوده المعروفة والباقية إلى اليوم والتي مساحتها 144 دونماً، فهو أبو البشر وأولهم، وهو الأحق لنسبة البناء الأول للأقصى له، لا كما يدعي البعض أن الباني الأول إبراهيم عليه السلام أو الملائكة.

السكان الأوائل

لو نظرنا في التاريخ لنرى من أول من سكن القدس، لوجدنا أنهم اليبوسيون، حيث استقروا في القدس، وهم من بطون العرب الأوائل ولحقهم الكنعانيون الذين استقروا في أغلب مناطق الشمال الفلسطيني التي سميت أرض كنعان، وكانت تسمى القدس حينها بيبوس والخليل بحبرون ونابلس بشكيم، وكان يحكمها الملك (ملكي صادق) الذي عرف بصلاحه ودفاعه عن القدس من الهجمات والغزوات من المناطق المجاورة كالعراق ومصر.

الحكم الهكسوسي

اجتاح الهكسوس مصر والشام وتم غزو القدس وضمها لهم، وفي هذه الفترة ظهر سيدنا يعقوب عليه السلام بعد ظهور أبيه إسحاق عليه السلام، ليستقر مع بني إسرائيل في جنوبي بادية النقب إلى أن انتقلوا مع سيدنا يوسف عليه السلام إلى مصر.

حكم الفراعنة

ضعف الحكم الهكسوسي وخضعت الأرض المقدسة لحكم الفراعنة في مصر وأصبح الحكم شبه ذاتي في الأرض المقدسة وخلال هذه الفترة دخلت العقائد المنحرفة عن العقيدة الحنيفة لسيدنا إبراهيم عليه السلام وأصبحت الأرض المقدسة بحاجة إلى إعادة لترتيبها إيمانياً وعقديّاً.

سيدنا موسى عليه السلام

هنا أتى دور سيدنا موسى عليه السلام لهداية فرعون وليُخرج قوم بني إسرائيل من مصر، فقد كانوا موحدين لله، ولكن طغت عليهم ماديتهم، فأمرهم الله بتحرير الأرض المقدسة من القوم الجبارين.

التيه

رفض بنو إسرائيل تحرير الأرض المقدسة، فعاقبهم الله بالتيه أربعين عاماً في سيناء، حتى ظهر جيلٌ جديد منهم دخلوا الأرض المقدسة ولكنهم لم يدخلوا القدس بل استقروا في أريحا، ومن ثم بدأت الأحداث التي ذكرت في سورة البقرة ودخل بنو إسرائيل لتحرير المسجد الأقصى والقدس وأقاموا مملكة داوود.

حكم النبي سليمان

هنا بدأ الحكم الفعلي لبني إسرائيل الذي دام سبعين عاماً، وانتقل الحكم من سيدنا داود إلى سيدنا سليمان عليه السلام، الذي جدد بناء المسجد الأقصى، وهو البناء ذاته الذي يدعي اليهود نسبتهم إليه رغم أنهم لا يعتبرون نبي الله سليمان نبياً مثلنا نحن المسلمين، بل ملكاً فقط، وقد دعا نبي الله سليمان “وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي”، لهذا انتهى ملكه نهائياً من بعده.

انقسام بني إسرائيل

بعد وفاة سيدنا سليمان عليه السلام انتهى الحكم الفعلي لبني إسرائيل وعم الفساد الأرض، فعاقبهم الله بأن انقسمت دولتهم قسمين: (مملكة إسرائيل في الشمال) وعاصمتها شكيم “نابلس” التي دمرها الآشوريون، و (مملكة يهوذا في الجنوب) وعاصمتها أورشليم “القدس” التي قضى عليها الملك البابلي (نبوخذ نصر) ودمرها ودمر القدس وحرق المسجد الأقصى المبارك وحدث ما يسمى بالسبي البابلي إلى العراق.

حكم الفرس

قضى الفرس على البابليين بقيادة قورش الفارسي وأمروا اليهود بالعودة إلى الأرض المقدسة وإعادة بناء ما يدعونه بالمعبد الثاني لليهود

حكم اليونان والرومان

قضى اليونان على الفرس بقيادة الإسكندر المقدوني ولم يلبثوا طويلاً بالحكم بعد وفاته، ثم دخلها الرومان وأصبح بنو اسرائيل حينها من رعايا الرومان واكتسبت مدينة القدس طابع العنف.

آل عمران

شهدت القدس انحداراً دينياً حتى الحضيض حتى ظهر بيت من بيوت اليهود الذين بقوا على العهد وهم آل عمران الذين اصطفاهم الله وخرجوا بالنبيين الكريمين يحيى وعيسى.

الحكم البيزنطي

بعد المسيح -عليه السلام- بثلاثمئة عام، تدين الإمبراطور الروماني قسطنطين وأمه الملكة هيلانة بالنصرانية، وانقسمت الإمبراطورية الرومانية إلى الإمبراطورية البيزنطية في الشرق والرومانية في الغرب وبقيت البيزنطية هي المسيطرة على المدينة المقدسة وبقيت المدينة على هذه الحال من اضطرابات سبعمئة عام حتى بعث نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم.

الخاتمة

وهكذا انتهينا من الحديث عن تاريخ القدس قبل الإسلام، التاريخ الذي يجب علينا معرفته، لنتيقن من أحقية المسلمين بالمسجد الأقصى، ونتأكد أن النصر قادم لا محالة.