تاريخ بيت المقدس بعد الانتداب

تاريخ بيت المقدس بعد الانتداب

المقدمة

بينما كان اليهود لا يشكلون دولة سواء في فلسطين أو خارجها، قامت بريطانيا عام 1948م بتسليم اليهود فلسطين، حيث كانت حينها تحت حكم الانتداب البريطاني، وبذلك بدأت المقاومات الشعبية من جميع الدول العربية والإسلامية ، ودارت معارك كثيرة رفضا للاحتلال والاعتداءات الواقعة منه.

موقف الأردن قبل إعلان إسرائيل

لم تقف الدول العربية مكتوفة الأيدي أمام ما رأته من احتلال لفلسطين، ففي 14-5 من العام 1948م، قامت الأردن بمهاجمة المستعمرات اليهودية التي كان قد تم إنشاؤها في فلسطين، فاستسلمت هذه المستعمرات مباشرة للعرب الأردنيين. ويشير المحللون السياسيون في هذه النقطة، أنه لو تم هذا الهجوم مبكرا، لما تم احتلال فلسطين من قبل اليهود، لكن قدر الله وما شاء فعل.

إعلان الكيان الإسرائيلي

فور إعلان بن جوريون قيام الاحتلال الإسرائيلي في 14-5-1948 وانسحاب الانتداب البريطاني من فلسطين، بدأت في 15-5-1948 مقاومة الجيوش العربية منها الجيش الأردني والمصري والسوري واللبناني والعراقي الذي لم يتجاوز أعداد مقاتليهم عن 24 ألف مقاتل ولم يكونوا على قدر من الاستعداد للقتال لرداءة الأسلحة وضعف التنسيق بينهم، على عكس الجانب الإسرائيلي الذي بلغ أعداد مقاتليه 70 ألف وتفوق بقوة الأسلحة والتدريب.

الحركات الإسلامية (العراق)

كان للحركات الإسلامية دور بارز في نكبة عام 1948م، ففي العراق قام الشعب العراقي بقيادة “محمد محمود الصواف” بتشكيل جمعية إنقاذ الشعب الفلسطيني الذي بلغ عدد متطوعيها 15 ألفاً، ولكن تم منعهم من دخول فلسطين من قبل الحكومة العراقية، وأمرت الشيخ بالانضمام إلى جيش الإنقاذ، وعندما وافق على ذلك، قامت الجيوش العربية بحل جيش الإنقاذ.

 

 

 

الحركات الإسلامية (سورية،مصر،الأردن،البوسنة،فلسطين)

قامت الحركة الإسلامية في سورية بقيادة ” مصطفى السباعي ” وفي الأردن بقيادة “عبداللطيف أبو قورة” بالدخول لفلسطين، وفي مصر وافقت الحكومة المصرية بعد الضغط والمطالب الشعبية لقوات الحركة الإسلامية بقيادة “أحمد عبدالعزيز” وبتدريب الضابط العسكري “محمود لبيب” دخول فلسطين، كما تطوع 250 شاباً من البوسنة، وثار فلسطينيو الداخل، ودخل القساميون تحت جيش الجهاد المقدس.

النكبة 1948 (الجيش الأردني)

وقعت عكا تحت الاحتلال في 17-5، وبعد يومين توجه الاحتلال إلى القدس القديمة، فثار رجالٌ كثر ضدهم على الرغم من الإمكانيات المحدودة كالشهيد عبدالله التل الذي تصدى للحامية اليهودية في البلدة القديمة بشرقي القدس، ووقع مع قائدها موشيه اتفاقية استسلام تحمل أهم ركائز التعامل الإسلامي في الحروب، منها أن يُؤخذ الرجال أسرى حرب وإطلاق النساء والأطفال والشيوخ من القدس، وأما الجزء الغربي من القدس سقط بيد الاحتلال في معركة القسطل الشهيرة الذي تولاها.

النكبة 1948 (استرداد المدن)

في 22-5 وجه مجلس الأمة نداء لوقف النار،وقامت المفاوضات بين الدول الكبرى والدول العربية بوقف إطلاق النار،بعد أن قام الجيش العراقي باسترداد جنين، وسيطر الجيش المصري على غزة وبئر السبع وجزء من النقب وشاركوا باسترداد القدس، وقام الجيش الأردني بتحرير أريحا وعسكر حول اللد والرملة وحاصروا اليهود في القدس الغربية.

الهدنة الأولى والثانية

في 11-6-1948 تم إعلان وقف إطلاق النار لمدة أربعة أسابيع للنظر في نتائج المفاوضات، وفي اليوم التالي باشر الاحتلال بالتسليح والتدريب على أعلى المستويات، حيث قاموا بفتح 75 مركزاً بأوروبا للتدريب المكثف، وجاءت الإمدادات الأمريكية من طائرات وأسلحة، وبعد انتهاء الهدنة توجه الاحتلال إلى القدس لقتال الجيوش العربية بأقوى الأسلحة، ولكن تم انسحاب الجيوش العربية من معسكراتها في فلسطين بالتهديد، وفي يوم 15-7 قامت هدنة ثانية كانت بقرار من مجلس الأمن، وعمت المظاهرات في العالم العربي، ولكن بعدها سقطت فلسطين ومدنها وهجر شعبها.

الحكم الأردني

قام الجنود الأردنيون بالمحافظة على الجزء الشرقي من القدس، وتم ضمها إلى شرق الأردن ودام الحكم ل 19 عاماً (1948م-1976م)، وتمت ترميمات عدة في عهد الملك عبدالله الأول أهمها إعادة كسوة قبة الصخرة بالنحاس المذهّب كما كانت في العهد الأموي وترميمات أخرى في الجامع القبلي ساعدت في بقائه صامداً إلى الآن ضد الحفريات

النكسة 1967

وتسمى حرب الأيام الست، حيث بدأ استعداد العرب وخاصة مصر بقيادة جمال عبدالناصر، حيث كان تعداد الجيش المصري وحده 246 ألفاً وتجاوزت إمكانيات الحرب فيه من أسلحة ودبابات عن إمكانيات الاحتلال الإسرائيلي، لكن وبشكل مباغت قامت الطائرات الإسرائيلية بقصف الطائرات المصرية والأردنية والسورية وهي في مدرجاتها، وبعد انتهاء الأيام الست، كانت إسرائيل قد احتلت الضفة الغربية وغزة والنسبة المتبقية للعرب من فلسطين (23%)، واحتلت سيناء والجولان أيضاً،بعدها قام الاحتلال بدخول فلسطين بزعامة موشيه دايان وزير الدفاع الاسرائيلي، ورُفع علمهم فوق قبة الصخرة، وقاموا بتسليم المسجد الأقصى لدائرة الأوقاف خوفاً من ردة فعل المسلمين.

نتائج حرب النكسة 1967

تم تشريد 330 ألف فلسطيني ومصادرة أراضيهم وتوزيعها على الاحتلال، وقام الاحتلال بالتوسع في بناء المستوطنات، واستشهاد 10 آلاف جندي مصري و 6100 جندي أردني 1000 جندي سوري، وخلفت آلاف الجرحى ودمرت عتاد الجيوش العربية، وخفتت المطالبات والمقاومات في العالم العربي بعد هزيمتهم الكبرى بفقدان المسجد الأقصى.

الاعتداءات

مر على القدس خلال الاحتلال الإسرائيلي أبشع الاعتداءات والإهانات، كمجزرة القدس عام 1990 حيث سقط 17 شهيداً في أروقة المسجد، ومجزرة معركة النفق عام 1996 سقط فيها 3 شهداء، وفي عام 2000م قامت المجرزة الثالثة وسقط 5 شهداء، وغير ذلك من الاعتداءات على المصلين كاعتداء (الاء جومان) على قبة الصخرة وسقوط شهيدين.

حرق المنبر والحفريات

تم حرق منبر نور الدين زنكي عام 1969م على اليد اليهودي الاسترالي (دينيس روهان)، ولمحاولة مسح معالم المسجد الأقصى، يقوم الاحتلال بحفريات حول محيط المسجد الأقصى وليس الجامع القبلي فقط.

 

معلومات ذات صلة