دولة الاحتلال

دولة الاحتلال

المقدمة (النظام السياسي)

إن قيام ما يسمى بدولة اليهود لم يكن صدفة أو قرارًا سريعًا، بل كان قد خطط وأعد له مسبقًا بشكل دقيق، فبدأ الأمر من قبل الحرب العالمية الأولى، ثم تكلل بوعد بلفور المشؤوم، الوعد الذي منحته بريطانيا لإنشاء وطن قومي لليهود على أرض فلسطين، ثم فتح الباب على مصراعيه أمام هجرة اليهود لفلسطين، وبعد حرب عام 1948م أعلن قيام ما يسمى بدولة إسرائيل في فلسطين المحتلة.

الدستور ورئيس الدولة

في الواقع إن إسرائيل (فلسطين المحتلة) لا تمتلك دستورًا شاملًا ينظم شكل الدولة والعلاقات بين السلطات والحقوق المدنية، ويعد سبب ذلك أن الحاخامات يعارضون وجوده خشية أن يتعارض مع التعاليم الدينية، أو الحاجات المستجدة للسياسة الإسرائيلية، ولكن هناك مجموعة من البنود تعامل معاملة القانون غير  أنها غير ملزمة وتستخدم عند الحاجة.

أما رئيس الدولة فهو فعليًا يمتلك سلطات بسيطة كتوقيع الوثائق الهامة مع رئيس الوزراء، وإصدار عفو عام عن السجناء وما إلى ذلك.

السلطة التنفيذية (الحكومة)

مجلس الوزراء:
يعد الفرع التنفيذي للحكومة، وهو المسؤول المباشر أمام الكنيست ويحتاج إلى ثقته، فالكنيست لديه الحق بطرح الثقة بالحكومة.

رئيس الوزراء:
هو رئيس السلطة التنفيذية، ويتولى القيام بتنظيم جميع أعمال الوزارات بالإضافة إلى مراقبة أعمال الحكومة، وإدارة الخدمة المدنية، وغالباً ما يتولى هذه المهمة رئيس أحد الحزبين الأقوى هناك (حزب العمل-حزب الليكود) وهناك حزب ينافسهما وهو حزب كاديما، ومعظمهم لهم خلفية عسكرية قبل توليهم المنصب.

السلطة التشريعية (الكنيست)

الكنيست كلمة عبرية وتعني الاجتماع، وتستخدم الآن للدلالة على البرلمان الإسرائيلي، ويتكون من 120 نائبًا يتم انتخابهم لمدة 4 سنوات.

لدى الكنيست القدرة على تشريع القوانين أيًا كانت بشرط ألا تخالف القوانين التي قام عليها الكيان الصهيوني، ولديه بعض الوظائف شبه القضائية فمثلًا يستطيع تنحية رئيس الدولة أو مراقب الدولة عن مناصبهم لأسباب خاصة.

السلطة القضائية

يتكون النظام القضائي من سلطتين:

-المحاكم الدينية: وهي المسؤولة عن قضايا الزواج والطلاق، ولأتباع كل دين محاكمهم الخاصة تبعًا لعقيدتهم.

-المحاكم المدنية: هي محاكم مستقلة، يعين رئيس الدولة القضاة فيها مدى الحياة وبتوصيات من لجنة مكونة من ثمانية أعضاء: (عضوين من المحكمة العليا، ووزير العدل، عضو من مجلس الوزراء، وعضوين من الكنيست، ومحامين من اختيار جمعية المحامين).

السلطة الدينية (الحاخامات)

يحظى الحاخامات بمنزلة عظيمة ومقدسة لدى اليهود بالرغم من المظاهر الغريبة والفلتان الأخلاقي الذي يعم الشارع الإسرائيلي، فالحاخامات هم مفسرو الشريعة ومعلموها، ولهم تأثير كبير على الساحتين الشعبية والسياسية، وتتمثل الحاخامية بقيادتين أحدهما للأشكناز والأخرى للسفارديم.

لهم سلطة قوية سواء أكان في المحاكم الدينية أو تفسير القوانين، والسيطرة على أحزاب ذات شعبية وغير ذلك.

المقدمة (النظام الاقتصادي)

يعد الاقتصاد اللبنة الأساسية لبناء أي دولة على وجه الأرض إلا أنه لا يعد كافيًا وحده، ولكن الإسرائيليين يرون أنه عصا سحرية تستطيع تحقيق ما يتمنون، سواء أكان ذلك بطريقة شرعية أم بغيرها، وقد مر الاقتصاد الإسرائيلي بعدة مراحل واستراتيجيات مختلفة، نتعرف عليها.

صناديق التبرع اليهودية

بدأت الفكرة بتنظيم جمعيات وصناديق تجمع التبرعات من اليهود في شتى أنحاء العالم من أجل الهجرة والاستيطان وتثبيت العنصر البشري اليهودي في فلسطين العربية، فكان هناك الصندوق القومي اليهودي، والكيرين هايسود.

ولا تزال إسرائيل إلى الآن تعتبر هذه التبرعات مصدرًا أساسياً لاقتصادها.

الزراعة

سابقاً كان هناك ما يسمى بالكيبوتزات الزراعية:

الكيبوتزات كلمة عبرية وتعني مستوطنة زراعية صغيرة، كانت تقام على المناطق الحدودية لتكون حصونًا دفاعية، ولم يكن الفرد يملك فيها سوى فرشة للمبيت وحذاءه الشخصي وما عدا ذلك كان مشتركًا.
وهذه المستعمرات كانت تلتهم الأراضي العربية وقد نشأت منها العصابات الصهيونية الإرهابية.

أما حالياً:
فهي لا تعتمد على الزراعة بشكل كبير، ومجمل إنتاجها من الحمضيات والخضروات والقطن وغيرها.

الصناعة

بعد تراجع الزراعة وترفع الكثير من اليهود عن العمل في هذا الجانب، فضلوا العمل في الجانب الصناعي، فكان من أبرز الصناعات: الصناعة العسكرية، ويعد اهتمامهم بهذا الجانب تلبية لمطامعهم التوسعية والسيطرة على الأراضي التي يريدونها، كما أنهم يهتمون بصناعة الألماس حيث تعد إسرائيل من أكبر مصدري الألماس في العالم، إلا أن هذا الأمر يتم دون مناجم بل هو قائم على الاستيراد بطرق إجبارية وغير مشروعة وبأسعار بخسة، ثم يقومون بتصنيعها محليًا وإعادة تصديرها.

السياحة

يعتبر قطاع السياحة في إسرائيل (فلسطين المحتلة) عنصرًا مهمًا بالرغم من أنه لا يشكل سوى 3% من الناتج المحلي، غير أن طبيعة التعامل مع السياح عند زيارتهم للمناطق الفلسطينية وما يتعلق بها من حقائق تاريخية هو الذي يعطي الأمر هذه الحساسية، كما أن النشاط السياحي مرهون بالأوضاع داخل فلسطين من تصاعد وتيرة الانتفاض الفلسطيني  والعمليات الاستشهادية أو انخفاضها.

المساعدات الخارجية

يمثل الدعم الخارجي من الدول الكبرى لما يسمى بدولة إسرائيل اللبنة الأساسية التي قامت بها، فمساعدات بريطانيا ومساعدات أمريكا التي ما زالت مستمرة ليومنا هذا ساهمت بشكل كبير في تحديد ملامح هذه الدولة المزعومة.

النظام التعليمي

لا يعد التعليم في إسرائيل إلزاميًا إلى عمر 15 عاماً ثم بعد ذلك يبقى مجانيًا دون أن يكون إلزاميًا، وقد أظهرت الدراسات أن الطلاب الإسرائيليين يعانون من الفساد الأخلاقي من تعاطي مخدرات وشرب الكحول وغير ذلك، ويعاني الطلاب العرب هناك من التمييز العنصري في الحصول على حقهم في التعليم،وليس هذا فحسب بل يغرسون العنصرية ضد العرب في المناهج التي يدرسونها.

ويحظى التعليم الديني بخصوصية كبيرة حيث يخصص له مدارس لتدريس التوراة، وبث الفكر العنصري والاستيطاني، وتخرج متطرفين غلاة، أكثر مما نراه في المدارس العلمانية.

النظام العسكري والأمني (الجيش النظامي الإسرائيلي)

تأسس هذا الجيش بعد إعلان قيام الدولة في عام 1948م ، ويشمل القوات البرية والجوية والبحرية، حيث اجتمع فيه مجموعات العصابات الإرهابية التي كانت قبل الإعلان.

تعد الخدمة العسكرية إلزامية لكل من الذكر والأنثى بعد سن 18عاماً، وتبلغ مدتها عادة 3 سنوات، ويعفى من ذلك المتدينون الأرثوذكس، وطلاب أكادميات التلمود، والأمهات والحوامل، والعرب الإسرائيليون عدا الدروز كونهم اختاروا ذلك.

وقد استطاعت المقاومة تدمير مقولتهم المغرورة بأنهم جيش لا يقهر.

المنظمات شبه العسكرية

كتائب الشبان (الجدناع):
منظمة عسكرية للشباب اليهود، تشرف عليها وزارتا الدفاع والتربية ضمن إدارة مشتركة، يدرب فيها الشباب على خطط استطلاعية جوية وبحرية، أنشأتها الهاجاناه قبل 1948م ثم تحولت إلى ماهي عليه الآن وترتبط برئاسة الأركان.

الناحال (الشباب الريادي المقاتل):
تأسست عام 1984م، ويستطيع كل إسرائيلي بلغ 16 عاماً أن ينضم للجيش أو الناحال، حيث يتلقى تدريبًا عسكريًا لمدة 3 أشهر، يتدرب فيها زراعيًا مع خضوعه للنظام العسكري.

الموساد والشاباك

هي أجهزة استخبارات إسرائيلية تجمع المعلومات وتقوم بعمليات الاغتيال، سواء للعمليات الخارجية (موساد) أو الداخلية (الشاباك)، وهناك استخبارات عسكرية يطلق عليها أمان، ويعتبر أمان من أكبر الأجهزة الاستخباراتية وأكثرها كلفة، وهو المسؤول بصورة عامة عن صياغة السياسية العامة لإسرائيل فيما يتعلق بالحروب.

السجون الإسرائيلية

تعد السجون الإسرائيلية التي تعج بالأسرى الفلسطينيين من أسوأ السجون، إذ يتعرض الأسرى لشتى أساليب التعذيب التي لا تمس للإنسانية بصلة؛ كالشبح والبرد والاغتصاب وغيره من إهانة واحتقار، بالإضافة للتعذيب النفسي، ولا يلزم لدخول السجن تهمة فكل الفلسطينيين متهمون سواء أكانوا ذكوراً أو إناثًا.