الحفريات

الحفريات

مقدمة

تعرضت مدينة القدس على امتداد العقود المتتالية لتعاقب الكثير من الحضارات، وهي تعد ذات قيمة أثرية عالية جداً، وإن آخر ما طرأ على القدس هو الاحتلال الإسرائيلي لها بعد أن تسلمها من الانتداب البريطاني، ومن المعروف أن أي احتلال يسعى للسيطرة على أرض ما فهو بحاجة إلى أن يسخر كل ما في تلك الأرض لأجله، وأن تكون كل الواردات والصادرات تحت إدارته، بالإضافة إلى امتلاكه طرقاً تمكنه من إضفاء الطابع المراد للمنطقة، وهذا فعليًا ما طبقه الاحتلال الإسرائيلي من خلال وسائل مختلفة، كان من أشدها وطأةً على مدينة القدس والمسجد الأقصى تحديداً؛ الحفريات.

تعريف الحفريات

هي أحد أساليب الاحتلال المتبعة لتهويد المدينة المقدسة، حيث تتضمن عمليات تخريب وتصديع للمسجد الأقصى وجدرانه، وذلك بحجة البحث عن آثار الهيكل المزعوم، إلا أن الحقيقة تنافي ذلك.

تبريرات الاحتلال حول هذه الحفريات

تبرر سلطات الاحتـلال  عمليات الحفر بحجة البحث عن “آثــار يهوديــة” تعود للهيكل المزعوم، ولكن الهدف مــن الحفريات تخطى ذلك، لتصبـح شبكة الأنفاق والحفريات جزءا مـــن مدينـة “أورشـــليم اليهوديـــة المقدســـة” التاريخية التـــي يعمل الاحتلال علـى بنائهـا حتى تكـون المـزار السـياحي الأول فـي دولـة الاحتلال، ويوظـف الاحتلال هـذه الحفريات للترويج لادعاءاته الدينية والتاريخية المكذوبة مــن خلال تزوير الآثار العربية والإسلامية والحضارية.

الهدف الحقيقي للحفريات

في الواقع تهدف هذه الحفريات إلى هدم وإزالة كافة المباني الإسلامية، من مساجد وزوايا وأسواق ومساكن ومقابر قائمة فوق منطقة الحفريات، وملاصقة أو مجاورة لحائط البراق (المبكى) على طول امتداد المسجد الأقصى من الناحيتين الغربية والجنوبية. إضافة إلى أن سلطات الاحتلال تسعى للاستيلاء على المسجد الأقصى وتخريبه، وإنشاء الهيكل في الموقع الذي يقوم عليه حالياً المسجد الأقصى.

آراء علماء الآثار حول الحفريات

توصل كل من شواهد التاريخ وعلماء الآثار وأثبتوا زيف ادعاءاتهم، حيث لم يثبت لهم رغم كل الحفريات المتواصلة منذ عام 1968 وحتى اليوم، عن وجود أي أثر يهودي في محيط المسجد الأقصى ، بل في كل أرض فلسطين لم يثبت لهم أي آثار.

أول حفرية في القدس

يعود تاريخ أول حفرية في البلدة القديمة بالقدس إلى عام 1863م والتي قامت بها بعثة فرنسية يترأسها ( ديسولسي ) فاكتشفوا فيها مقابر الملوك – وهي أرض وقف إسلامية – وقاموا بالادعاء أنها تعود لفترة حكم نبي الله داود ، ووجدوا بها مخططًا آراميًا نقله رئيسهم إلى متحف اللوفر في باريس، ويجدر الإشارة إلى أن المقبرة هي أرض إسلامية مقدسية لم تكن حقًا لليهود في أي وقت.

تطور الحفريات

بدأت سلسلة الحفريات سنة ١٩٦٧م، وكانت على ٩ مراحل، حيث كانت تزداد الأمور صعوبة في كل مرحلة، وتتسع بؤرة الحفريات لتشمل مواقع أكثر، وهي ما زالت مستمرة إلى الآن، وهذه الحفريات ليست مقتصرة على المسجد الأقصى وحده بل في محيطه أيضًا.

موقف دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى

لطالما حذرت الأوقاف من خطر تلك الحفريات على المسجد الأقصى المبارك، وطالبت منظمة اليونسكو بالتدخل وإرسال بعثة للكشف في الموقع المستهدف، وقد صرح مدير الدائرة عزام الخطيب أن هناك حفريات أخيرة تجري أسفل القسم الشمالي من منطقة المتحف الإسلامي الواقعة في الجزء الغربي من المسجد الأقصى المبارك قرب باب المغاربة، وأضاف أن هذا يدل على وجود نشاط سري لربط الأنفاق المتعددة أسفل محيط المسجد الأقصى، خاصة في منطقة القصور الأموية تحت مبنى المتحف الإسلامي.

الحفريات أسفل المسجد الأقصى ومحيطه والتي تم رصدها وتوثيقها

1- النفق الغربي
2- نفق باب القطانين-سبيل قايتباي
3- نفق حمام العين
4- قاعة سلسلة الأجيال
5- نفق مغارة سلوان
6- نفق سلوان الجديد
7- نفق سلوان الشرقي
8- نفق وادي حلوة
9- نفق سلوان-وادي حلوة
10- نفق وادي حلوة-الزاوية الجنوبية الغربية للأقصى
11- حفريات أسفل أساسات المسجد الأقصى
12- النفق اليبوسي أسفل هضبة سلوان

أخطار هذه الحفريات

تدمر بسبب هذه الحفريات الكثير من الآثار فوق الأرض وتحتها، بالإضافة إلى تشققات وهدم لجدران وأرضيات في المسجد الأقصى، ومباني القدس القديمة، وسلوان، من أجل تهويد محيط الأقصى، بالإضافة إلى أن هذه الحفريات تساهم في تثبيت السيطرة للاحتلال في الأرض، والتوسع في المشاريع التهويدية، حيث أن كثيرًا من هذه الأنفاق و التي أصبح منها قاعات عبارة عن كنس يهودية، ومزارات توراتية وتلمودية.